.. ماذا عن تصنيع التمور؟
د. خالد بن محمد الفهيد
للنخيل ارتباط وثيق بأبناء الجزيرة العربية من قدم التاريخ وتعد رفيقة
طريق في الرخاء والشدة، وتتميز هذه الشجرة بعظيم بركتها وتمام فائدتها،
ومكانتها في بلادنا تأخذ جوانب عديدة لمساهمتها في الغذاء والدواء والكساء
والإيواء ومصدر قوة اجتماعية. والنخلة تُعد الأولى بين أشجار الفاكهة في
المملكة العربية السعودية من حيث انتشارها وأهميتها الاقتصادية والتصاقها
الوثيق بالمواطن في هذه البلاد.
ويُعد نشاط زراعة النخيل من أهم الأنشطة
الزراعية لتوفير محصول استراتيجي قابل للتخزين واستهلاكه على مدار العام.
وفي مطلع هذا الأسبوع عُقدت ندوة النخيل الرابعة في جامعة الملك فيصل
في الأحساء، وتأتي امتدادا للقاءات وندوات سابقة سواء في الجامعة نفسها أو
في مواقع أخرى وكلها تؤكد أهمية النخلة ومنتج التمور اقتصاديا إلا أنه يبقى
في الإطار النظري ولا يتم تفعيل توصيات تلك الفعاليات بالشكل المأمول.
وباستعراض بعض المؤشرات حول زراعة النخيل في المملكة، وأهم مخرجاتها التمور
لعام 2005م، نجد أن من أهمها: المساحة المزروعة بالنخيل نحو 151 ألف هكتار
تمثل نحو 13 في المائة من إجمالي المساحة المحصولية، ونحو 72 في المائة من
إجمالي مساحة المحاصيل الدائمة.
ويقدر عدد أشجار النخيل للعام نفسه بنحو
23 مليون نخلة فيما بلغت الكمية المنتجة من التمور 970 ألف طن قيمتها نحو
5.5 مليار ريال تمثل نحو 14 في المائة من الناتج المحلي الزراعي. كما يبلغ
معدل استهلاك الفرد في المملكة سنوياً نحو 36 كيلو جراماً من هذا المنتج ..
نسبة الصادرات لإجمالي الإنتاج تقدر بنحو 5 في المائة فقط. وجود 58 مصنعاً
إلا أنها لا تستقطب سوى 9.5 في المائة فقط من إجمالي الإنتاج.
وبقراءة تلك
المؤشرات يلاحظ التباين الواضح سواء الأرقام الخاصة بالتصنيع أو التسويق،
ومن المؤسف أن نحو 96 في المائة من الكمية المصنعة في تلك المصانع يتوزع
بنسبة 88 في المائة تعبئة تمور، و8 في المائة لإنتاج عجينة التمور وتتوزع
النسبة الضئيلة المتبقية 4 في المائة بين مربيات ومرملاد، دبس، خل، أعلاف،
وغياب للكحول الطبي. فإذا كانت هذه الأرقام تخص تصنيع التمور كأهم مخرجات
النخيل، فأين التصنيع؟
وموضوع تصنيع التمور رغم تشعبه وتعدد الجهات التي
لها علاقة به إلا أن أهميته تتطلب دعم هذه الصناعة وتشجيع المستثمرين
للدخول فيها إلى جانب الاستفادة من تدوير مخلفات النخيل (كالسعف، الكرب،
الليف، والعذوق) لاستخدامها كمواد أولية للألواح الليفية، والألواح الخشبية
الحبيبية والأسمنتية والبلاستيكية وصناعة الكرتون، وكل ذلك لا يقلل من
الجهود التي تُبذل من بعض المستثمرين وهدفها في المقام الأول ربحي، وهذا حق
مشروع لأصحاب الجهد إلا أنها قد تسهم في التغلب على مشكلة تسويق التمور
التي تتكرر سنوياً في وقت محدد رغم معرفة الجميع بقدومها.
ومن هذا المنطلق ينبغي أهمية إيجاد حلقات تواصل بين المستثمرين العاملين
حالياً في قطاع تصنيع المواد الغذائية بما فيها تصنيع التمور لتسهيل
الاستفادة من مدخلات ومخرجات تلك المصانع مجتمعة.
كما ينبغي على المستثمرين
الجدد الراغبين في دخول مجال تصنيع التمور البدء من حيث انتهى الآخرون
للاستفادة من المعلومة المتوافرة مما يتطلب أهمية إيجاد مظلة لتوفير تلك
المعلومات سواء تحت مجلس الغرف التجارية الصناعية أو وزارة التجارة
والصناعة، أو جمعية منتجي ومصنعي التمور أو هيئة الاستثمار أو غيرها لإيجاد
مصانع تمور حقيقية وليس للتعبئة والكبس فقط، وأهمية التقييم لمخرجات
الندوات واللقاءات العلمية في المجال الزراعي، وعلى وجه الخصوص مجال تصنيع
وتسويق التمور، وحفظ الله هذا الوطن من كل مكروه.
Kalfuhaid@hotmail.com
الثلاثاء
old هـ.
الموافق
15 مايو 2007
العدد
4964
http://www.aleqt.com/2007/05/15/article_91864.html?related
د. خالد بن محمد الفهيد
للنخيل ارتباط وثيق بأبناء الجزيرة العربية من قدم التاريخ وتعد رفيقة
طريق في الرخاء والشدة، وتتميز هذه الشجرة بعظيم بركتها وتمام فائدتها،
ومكانتها في بلادنا تأخذ جوانب عديدة لمساهمتها في الغذاء والدواء والكساء
والإيواء ومصدر قوة اجتماعية. والنخلة تُعد الأولى بين أشجار الفاكهة في
المملكة العربية السعودية من حيث انتشارها وأهميتها الاقتصادية والتصاقها
الوثيق بالمواطن في هذه البلاد.
ويُعد نشاط زراعة النخيل من أهم الأنشطة
الزراعية لتوفير محصول استراتيجي قابل للتخزين واستهلاكه على مدار العام.
وفي مطلع هذا الأسبوع عُقدت ندوة النخيل الرابعة في جامعة الملك فيصل
في الأحساء، وتأتي امتدادا للقاءات وندوات سابقة سواء في الجامعة نفسها أو
في مواقع أخرى وكلها تؤكد أهمية النخلة ومنتج التمور اقتصاديا إلا أنه يبقى
في الإطار النظري ولا يتم تفعيل توصيات تلك الفعاليات بالشكل المأمول.
وباستعراض بعض المؤشرات حول زراعة النخيل في المملكة، وأهم مخرجاتها التمور
لعام 2005م، نجد أن من أهمها: المساحة المزروعة بالنخيل نحو 151 ألف هكتار
تمثل نحو 13 في المائة من إجمالي المساحة المحصولية، ونحو 72 في المائة من
إجمالي مساحة المحاصيل الدائمة.
ويقدر عدد أشجار النخيل للعام نفسه بنحو
23 مليون نخلة فيما بلغت الكمية المنتجة من التمور 970 ألف طن قيمتها نحو
5.5 مليار ريال تمثل نحو 14 في المائة من الناتج المحلي الزراعي. كما يبلغ
معدل استهلاك الفرد في المملكة سنوياً نحو 36 كيلو جراماً من هذا المنتج ..
نسبة الصادرات لإجمالي الإنتاج تقدر بنحو 5 في المائة فقط. وجود 58 مصنعاً
إلا أنها لا تستقطب سوى 9.5 في المائة فقط من إجمالي الإنتاج.
وبقراءة تلك
المؤشرات يلاحظ التباين الواضح سواء الأرقام الخاصة بالتصنيع أو التسويق،
ومن المؤسف أن نحو 96 في المائة من الكمية المصنعة في تلك المصانع يتوزع
بنسبة 88 في المائة تعبئة تمور، و8 في المائة لإنتاج عجينة التمور وتتوزع
النسبة الضئيلة المتبقية 4 في المائة بين مربيات ومرملاد، دبس، خل، أعلاف،
وغياب للكحول الطبي. فإذا كانت هذه الأرقام تخص تصنيع التمور كأهم مخرجات
النخيل، فأين التصنيع؟
وموضوع تصنيع التمور رغم تشعبه وتعدد الجهات التي
لها علاقة به إلا أن أهميته تتطلب دعم هذه الصناعة وتشجيع المستثمرين
للدخول فيها إلى جانب الاستفادة من تدوير مخلفات النخيل (كالسعف، الكرب،
الليف، والعذوق) لاستخدامها كمواد أولية للألواح الليفية، والألواح الخشبية
الحبيبية والأسمنتية والبلاستيكية وصناعة الكرتون، وكل ذلك لا يقلل من
الجهود التي تُبذل من بعض المستثمرين وهدفها في المقام الأول ربحي، وهذا حق
مشروع لأصحاب الجهد إلا أنها قد تسهم في التغلب على مشكلة تسويق التمور
التي تتكرر سنوياً في وقت محدد رغم معرفة الجميع بقدومها.
ومن هذا المنطلق ينبغي أهمية إيجاد حلقات تواصل بين المستثمرين العاملين
حالياً في قطاع تصنيع المواد الغذائية بما فيها تصنيع التمور لتسهيل
الاستفادة من مدخلات ومخرجات تلك المصانع مجتمعة.
كما ينبغي على المستثمرين
الجدد الراغبين في دخول مجال تصنيع التمور البدء من حيث انتهى الآخرون
للاستفادة من المعلومة المتوافرة مما يتطلب أهمية إيجاد مظلة لتوفير تلك
المعلومات سواء تحت مجلس الغرف التجارية الصناعية أو وزارة التجارة
والصناعة، أو جمعية منتجي ومصنعي التمور أو هيئة الاستثمار أو غيرها لإيجاد
مصانع تمور حقيقية وليس للتعبئة والكبس فقط، وأهمية التقييم لمخرجات
الندوات واللقاءات العلمية في المجال الزراعي، وعلى وجه الخصوص مجال تصنيع
وتسويق التمور، وحفظ الله هذا الوطن من كل مكروه.
Kalfuhaid@hotmail.com
الثلاثاء
old هـ.
الموافق
15 مايو 2007
العدد
4964
http://www.aleqt.com/2007/05/15/article_91864.html?related
عدل سابقا من قبل تمريّون في الثلاثاء سبتمبر 04, 2012 10:15 am عدل 1 مرات