بسم الله الرحمن الرحيم
الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة
إعداد الأستاذ محمد محمد صالح النجار
عضو المجمع العلمي لبحوث القرآن والسنة بالقاهرة
الخيل في اللغة
الخيل: مؤنثة، وواحد الخيل: خائل، مثل: طير، وطائر، وسمي الفرس بذلك لأنه يختال في مشيته.
وقيل: الخيل هو اسم جمع لا واحد له من لفظه، واحده فرس، وسمي الفرس فرساً
لأنه يفترس مسافات الجو افتراس الأسد.وسميت الخيل خيلاً لاختيالها في
المشـية.(1)
الخـيل في الـقـرآن الكـريم
لم يُكرم دين من الأديان الخيل إكرام الإسلام لها, والـدليل على ذلك ورود
ذكرها في القرآن الكريم في أكثر من موضع, ومن ذلك ما يلي: ـ
1- في قوله تعالى: ﴿ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء
وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ
وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ
الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ ﴾ [ آل عمران:14
].
2- وقوله تعالى:﴿وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن
رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ﴾[
الأنفال: 60] .
3- وقوله تعالى﴿ وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ﴾[ النحل: 8].
4- وقوله تعالى: ﴿وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ
وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ
وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً﴾[
الإسراء: 64].
5- وقوله تعالى: ﴿وَمَا أَفَاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا
أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ وَلَكِنَّ اللَّهَ
يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ
قَدِيرٌ﴾[ الحشر: 6] .
6- وفى قوله تعالى:﴿ وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً{1} فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً{2} فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً{3} ﴾[ العاديات: 1-3].
- ففي الآية الأولى: ورد ذكر الخيل في سياق الأشياء المزينة للناس, ومنها
الخيل, فقد جعل الله حب الخيل في النفوس مثل المال والبنون.
قال ابن كثير (( رحمه الله )) : ( وحب الخيل على ثلاثة أقسام: تارة يكون
ربطها أصحابها معدة لسبيل الله متى احتاجوا إليها غزوا عليها فهؤلاء
يثابون، وتارة تربط فخراً ونواءً لأهل الإسلام فهذه على صاحبها وزر, وتارة
للتعفف واقتناء نسلها ولم ينس حق الله في رقابها فهذه لصاحبها ستر))(2).
والزينة في الخيل: لما فيه من جمال، حتى قيل عنه إنه من أجمل المخلوقات،
وهو أشبه المخلوقات في صفاته بالإنسان، وذلك لما يوجد فيه من الكرم وشرف
النفس، وعلو الهمة.
- وفى الآية الثانية: فقد وردت في سياق نبذ عهد من تُخشى خيانته، قال
تعالى:﴿وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ
عَلَى سَوَاء إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الخَائِنِينَ﴾[ الأنفال: 58].
وهؤلاء كانوا بني قريظة وبني النضير، والمقصود برباط الخيل: يعنى ارتباط الخيل للجهاد في سبيل الله (3).
- أما الآية الثالثة: فقد وردت في معرض المنة على الإنسان، وتذكيره بنعم
الله عليه، وقد ذكرها على سبيل التخصيص بعد أن قدّم ذكر الأنعام ليشير إلى
فضل الخيل.
- أما الآية الرابعة: فتشير إلي توعد الشيطان لآدم وذريته فقد قال كماحكى
عنه القرآن:﴿ قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَـذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ
أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إَلاَّ
قَلِيلاً﴾[ الإسراء:64].
أي: لأستو لين عليهم إلا قليلاً منهم، وهم الذين عصمتهم منى فقال الله
تعالى له: ﴿ قَالَ اذْهَبْ فَمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ
جَزَآؤُكُمْ جَزَاء مَّوْفُوراً﴾ [الإسراء: 63].
واستفزز: أي استخف واستزل منهم من تستطيع، وأجلب عـليهم بخـيلك: أي استعمل كل ما تستطيعه من قوى، وأعلن عليهم حربك.
- أما الآية الخامسة: فقد جاءت بصدد غزوة بنى النضير الـذين حـوصـروا
واستسلموا بدون قتال، فجعل الله فيئهم خالصاً لرسول الله يضعه حيث شاء.
- أما الآية السادسة: فقد أقسم الله بالخيل وصهيلها، وغبارها وقـدح
حوافـرهاالنار، لأنها عُدة المحارب، وخيلاء المنتصر، فالأمة التي تعرف
صهوات الخيول لن تعرف طعم الهزيمة (4).
أسماء الخيل في القرآن الكريم
1- العاديات: قال تعالى: ﴿وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً ﴾[ العاديات: 1].
2- الموريات: قال تعالى: ﴿فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً﴾[ العاديات: 2].
3- الصافنات قال تعالى﴿إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ﴾[ ص: 31].
4- الجياد: قال تعالى﴿الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ ﴾[ ص: من الآية 31].
5- الخير: قال تعالى ﴿فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ ﴾ [ ص: 32] .
الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة
إعداد الأستاذ محمد محمد صالح النجار
عضو المجمع العلمي لبحوث القرآن والسنة بالقاهرة
الخيل في اللغة
الخيل: مؤنثة، وواحد الخيل: خائل، مثل: طير، وطائر، وسمي الفرس بذلك لأنه يختال في مشيته.
وقيل: الخيل هو اسم جمع لا واحد له من لفظه، واحده فرس، وسمي الفرس فرساً
لأنه يفترس مسافات الجو افتراس الأسد.وسميت الخيل خيلاً لاختيالها في
المشـية.(1)
الخـيل في الـقـرآن الكـريم
لم يُكرم دين من الأديان الخيل إكرام الإسلام لها, والـدليل على ذلك ورود
ذكرها في القرآن الكريم في أكثر من موضع, ومن ذلك ما يلي: ـ
1- في قوله تعالى: ﴿ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء
وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ
وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ
الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ ﴾ [ آل عمران:14
].
2- وقوله تعالى:﴿وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن
رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ﴾[
الأنفال: 60] .
3- وقوله تعالى﴿ وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ﴾[ النحل: 8].
4- وقوله تعالى: ﴿وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ
وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ
وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً﴾[
الإسراء: 64].
5- وقوله تعالى: ﴿وَمَا أَفَاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا
أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ وَلَكِنَّ اللَّهَ
يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ
قَدِيرٌ﴾[ الحشر: 6] .
6- وفى قوله تعالى:﴿ وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً{1} فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً{2} فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً{3} ﴾[ العاديات: 1-3].
- ففي الآية الأولى: ورد ذكر الخيل في سياق الأشياء المزينة للناس, ومنها
الخيل, فقد جعل الله حب الخيل في النفوس مثل المال والبنون.
قال ابن كثير (( رحمه الله )) : ( وحب الخيل على ثلاثة أقسام: تارة يكون
ربطها أصحابها معدة لسبيل الله متى احتاجوا إليها غزوا عليها فهؤلاء
يثابون، وتارة تربط فخراً ونواءً لأهل الإسلام فهذه على صاحبها وزر, وتارة
للتعفف واقتناء نسلها ولم ينس حق الله في رقابها فهذه لصاحبها ستر))(2).
والزينة في الخيل: لما فيه من جمال، حتى قيل عنه إنه من أجمل المخلوقات،
وهو أشبه المخلوقات في صفاته بالإنسان، وذلك لما يوجد فيه من الكرم وشرف
النفس، وعلو الهمة.
- وفى الآية الثانية: فقد وردت في سياق نبذ عهد من تُخشى خيانته، قال
تعالى:﴿وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ
عَلَى سَوَاء إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الخَائِنِينَ﴾[ الأنفال: 58].
وهؤلاء كانوا بني قريظة وبني النضير، والمقصود برباط الخيل: يعنى ارتباط الخيل للجهاد في سبيل الله (3).
- أما الآية الثالثة: فقد وردت في معرض المنة على الإنسان، وتذكيره بنعم
الله عليه، وقد ذكرها على سبيل التخصيص بعد أن قدّم ذكر الأنعام ليشير إلى
فضل الخيل.
- أما الآية الرابعة: فتشير إلي توعد الشيطان لآدم وذريته فقد قال كماحكى
عنه القرآن:﴿ قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَـذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ
أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إَلاَّ
قَلِيلاً﴾[ الإسراء:64].
أي: لأستو لين عليهم إلا قليلاً منهم، وهم الذين عصمتهم منى فقال الله
تعالى له: ﴿ قَالَ اذْهَبْ فَمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ
جَزَآؤُكُمْ جَزَاء مَّوْفُوراً﴾ [الإسراء: 63].
واستفزز: أي استخف واستزل منهم من تستطيع، وأجلب عـليهم بخـيلك: أي استعمل كل ما تستطيعه من قوى، وأعلن عليهم حربك.
- أما الآية الخامسة: فقد جاءت بصدد غزوة بنى النضير الـذين حـوصـروا
واستسلموا بدون قتال، فجعل الله فيئهم خالصاً لرسول الله يضعه حيث شاء.
- أما الآية السادسة: فقد أقسم الله بالخيل وصهيلها، وغبارها وقـدح
حوافـرهاالنار، لأنها عُدة المحارب، وخيلاء المنتصر، فالأمة التي تعرف
صهوات الخيول لن تعرف طعم الهزيمة (4).
أسماء الخيل في القرآن الكريم
1- العاديات: قال تعالى: ﴿وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً ﴾[ العاديات: 1].
2- الموريات: قال تعالى: ﴿فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً﴾[ العاديات: 2].
3- الصافنات قال تعالى﴿إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ﴾[ ص: 31].
4- الجياد: قال تعالى﴿الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ ﴾[ ص: من الآية 31].
5- الخير: قال تعالى ﴿فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ ﴾ [ ص: 32] .