من الذاكرة الأحسائية : البلبول الحساوي
الكاتب: احمد البقشي تاريخ النشر: أكتوبر, 24 2014 10:24 التصنيف: أقلام وكتابات | التعليقات : 1 عدد القراءات : 299
من الذاكرة الأحسائية : البلبول الحساوي
مقدمة :
تربية الطّيور و استئناسها من أبرز الممارسات لدى إنسان الواحات , و الإنسان في الأحساء ارتبط ارتباطا كبيرا بالبلبول الحساوي و الذي كان أنيسا له في النّخل , و البيت , و كانت لحون تغريداته موحية بالكثير من الأشجان و الأشعار و الأمثال و الأساطير و سنعرض بهذه الإطلالة على شذرات من تلك الوشائج الجميلة .
التّسمية :
لم يكن ارتباط اسم الأحساء اعتباطيا بالبلبول الحساوي , فقد جاء لتمييزه عن سلالات أخرى من نفس الجنس , و يمتاز عن غيره بمواصفات مختلفة منها حجمه المتوسط المائل للكبر بين البلبل التايلندي الضخم و بين البلبول الباكستاني صغير الحجم , مما يشف عن ناحية جمالية فيه , في نفس الوقت توجد بعض المناطق في الأحساء تمتاز بأحجام كبيرة منه كبلبول بني معن , و الشّراع .
كما يمتاز بخدين أبيضين ( صقعتين ) على جوانب خديه و بقعة صفراء في أسفله .
التصنيف العلمي :
البلبل (الاسم العلمي:Pycnonotus) هو جنس من الطيور يتبع فصيلة البلابل من رتبة العصفوريات[1] [2] .
و يعرف ببلبل التمر Pycnonotus goiavier) أو ذو
التصنيف العلمي :
النطاق: حقيقيات النوى
المملكة: حيوانات
الشعبة: حبليات
الشعيبة: فقاريات
الصف: رباعية الأطراف
الطائفة: طيور
الصنف: طيور حديثة
الطبقة: عصفوريات الشكل
الرتبة: العصفوريات
الرتيبة: الطيور المغردة
الفيلق: الطيور الهازجة
الفصيلة: البلابل
الجنس: البلبل
النوع: بلبل التمر
أماكن سكناه :
يفضّل البلبول بناء عشّه الذي يصنعه من عيدان ليف النّخلة , وسط خوص سعفات النّخيل , أو وسط أشجار اللّومي الحساوي , و عادة يختاره بحيث تكون في أماكن بعيدة عن الأنظار , و يلاحظ أنّه قديما كان يبني عشه على ارتفاعات قليلة , لكن مع تزايد عمليات الصّيد الجائر صار يبني أعشاشه على ارتفاعات أكبر .
و يأخذ العشّ عادة شكلا نصف كروي , مكشوف في العادة من الأعلى , يبطّنه بريش من بدنه في بعض فصول السّنة .
و يلاحظ الفلاّحون أن البلبول يبدأ صفّ عشّه مع نهاية موسم النّبات إي في حدود شهر مارس تقريبا .
التمييز بين الذكر و الأنثى :
يميز المربّون بين الذكر و الأنثى من خلال البقع البيضاء على الخدين حيث تكون هذه البقع متجهة للأمام من جهة الأسفل , بينما تتجه البقع البيضاء في الأنثى إلى الخلف .
كما تكون البقعة الصّفراء تحت الذّيل ضاربة للصفرة أكثر في الذكر و أكثر بهتانا في الأنثى ,
كما تكون العظمتان حول المخرج متقاربتان في الذكر , متباعدتان في الأنثى لتسهيل الإباضة .
كما يكون حجم المنقار في الذّكر أقصر منه لدى الأنثى .
التّبييض :
عادة تبيض الأنثى بعد عملية السّفاد من بيضتين لثلاث بيضات و أحيانا أربع , صغيرة الحجم بيضاء مبقّعة بحبّيبات بنّية صغيرة .
صيد البلبول:
كان البلبول يصاد بغرض الأكل أو الاقتناء و كان يصاد بعدّة طرق منها :
الشّيجة : هي عبارة عن طرف سعفة نخيل تعقص فيها ليفة و بحيث تسمح بدخول البلبول بعد أن يوضع فيها حبة تمر فإذا دخل يتم مغافلته و إقاعها و اصطياده .
الحبّالة : هي عبارة عن منسف يرفع في أحد طرفيه بعود خشبي , مربوط بها حبل , يوضع تحته طعم , من التمر أو الحبّ أو غذاء آخر , فإذا دخل البلبول تحته يحرّك الصيّاد الحبل فيسقط المنسف على البلبول .
المعچال ( المقلاع ) : و يستخدمه الأطفال الذين يوكل لهم التّحوحي ( صدّ الطيور عن نقص العيش الحساوي ) .
القرقور : هو عبارة عن قفص من أسلاك معدنية يوضع فيه طعم حتى يدخله البلبول فيكم إغلاقه بعده .
النّبالة : و كان النّجاجير في الأحساء يصنّعونها من الخشب مثل الحاج حسن الحسن و بو مشعل الصفيّان , و يعدّ تصنيع النبّالة من التّمارين التي يتدرّب عليها النجّارون المبتدئون , و تثبّت بها جلدة تسمّى النّطع , و شريطين من المطّاط من بقايا إطارات السيارات .
السّكتون : و هو السلاح المعروف و الذي يقذف الصّچم , و هو قاتل أو جارح للبلبول .
غذاء البلبول :
في الطبيعة يعتبر البلبول ثنائي التغذية حيث يتغذّى على الديدان و الحشرات الصغيرة , كما يتغذّى على الثمار و الحبوب و أوراق الجت و النباتات الأخرى .
و يسهم الذكر و الأنثى في مهمّة تغذية الصّغار .
أمّا في الأسر فكان البلبول الصغير و الذي يحمل من الأعشاش , يتم تغذيته بالتمر المنقوع في الماء بعد تليينه , وكذلك بإطعامه بكسرات صغيرة من الخبز , بعض الحبوب الصغيرة كما يحرص المربي الجيّد على تقديم طعام منوّع قد يشمل الديدان .
الأقفاص :
كان المربون يستخدمون أقفاصا تصنّع من تليل سعف النّخيل , يصنّعها القفّاصون الأحسائيون , أمثال الحاج عبّاس القفّاص في الفريج الشمالي و حبيب العويشي في البطالية و إخوانه .
تجبير الكسور :
قديما كانت كسور أقدام البلبول تجبّر بالتمر , و الشّكال بالخيوط في علاج كسور الأجنحة و هذا العمل عادة يقوم به بعض المربين المهرة فقط.
التّكاثر في الأسر :
من الاعتقادات الشّائعة منذ القدم أنّ البلبول لا يتكاثر في الأسر , على اعتبار أنّه يأنف من التكاثر في الأسر فيورث صغارا رقيقا .
أمّا المربّون الخبراء فيرون أنّ قلّة الخبرة في التغذية المتكاملة للبلبول و كذلك عدم توفير البيئة المناسبة كصغر حجم القفص تحولان دون أن يقوم بعملية الإباضة .
فزيادة تغذيته بالنشويات مضافا لقلّة حركته بسبب صغر المساحة تراكم الدهون على مبيض الأنثى مما يحول دون الإباضة .
بينما تمكّن الكثير من المربّين الحاذقين مؤخرا من إكثار البلابيل الحساوية في الأسر .في أقفاص كبيرة و مزوّدة بوسائل طبيعية كأغصان الأشجار أو أشجار حقيقية , و في أماكن مهيّأة لحفظ البيض و التي يفضّلها البلبول بعيدة عن الأنظار و متناول الآدميين .
طفرات في اللّون :
تحدث طفرات نادرة في البلبول الحساوي في اللّون فقد يخرج أحيانا ذو لون ( بيج ) و نظرا لندرته الشديدة قد يصل سعره لأربعة آلاف ريال .
و في حالات أكثر ندرة قد يخرج البلبول أبيض اللّون و قد وصلت أسعار بعض هذه البلابيل البيض إلى ست آلاف ريال .
مواسم الصيّد :
يعدّ فترة بدايات الصيف الفترة الأكثر لصيد البلبل حيث يكون . يرتاد الصيادون أماكن تكاثرها , الأكثر يحاول اقتناء العشّ الذي تتربّى فيه .
مكانة البلبول في نفوس المربين :
يحظى البلبول بمكانة أثيرة في نفس مربيه , أو المهتمّ به حيث تشكّل فترات العناية به و إطعامه لحظات سعيدة , ينفّس فيها المربّي عن كثير من الطاقات السلبية التي يشعر بها جرّاء ضغوط الحياة , خاصة أنّ البلبول الذي يشعر بالدّلال على يدّ مربّيه , يكافئ مربيه بشكل تلقائي , بإشعاره بالسّعادة عبر التّغريد , و القيام بحركات بهلوانية بين يديه , و التنقّل على رأسه .
و هو أمر يتساوى فيه المربون الصّغار و الكبار ,و النساء و الرجال , حيث أنّه من غير المستنكر قيام السّيدات خاصة قديما بالعناية بالبلابيل الصغار و غرّها حتى تكبر , بل اشتهرت سيدات معينات بالبراعة في تربية البلابيل فكان من يشتري تلك البلابيل يدفعها لهن , و تكون أجرتها عددا من تلك البلابيل .
و رغم ما يلاقيه المربي من مشقّة نتيجة التزامه بإطعام البلبل الذي لا يكاد يسكت عن طلب الطعام إلا هنيهة ليعاود طلبها بعد فترة قصيرة , إلا أنّه ( أي المربي ) يكون سعيدا بهذا العمل غاية السعادة , حيث يكون طوال تلك الفترة مراقبا لنمّو البلبول .
عمر البلبول :
لا يوجد تقدير معين لعمر البلبل في الطبيعة إلا أن المربين لاحظوا أن بعض البلابيل يمتدّ به العمر إلى حدود الثمان سنوات و قد تطول لضعفها في حالات إلى خمسة عشر سنة , و تبدو عليها علامات التقدّم في السنّ و يبيضّ ريشه , يبدو عليه علامات الهرم من قلّة الحركة و الخمول .
في سلوك البلبول :
التّغريد : يعدّ تغريد البلبول من أهمّ عوامل انجذاب الإنسان له سواء في الطبيعة , حيث يتكاثر في غابات النخيل , الأشجار في واحة الأحساء , أو في البيوت حيث يربّى , و يمتاز البلبول الحساوي حسبما يذكره مربّوه بأنّه يمتلك طيفا واسعا من النّغمات التي يصدرها كما يمكنه تعلّم الأصوات التي تصدر من الكائنات من حوله , والأشياء , حتى الأجهزة , فمثلا يمكنه أن يقلّد صوت صرير الباب , أو حتى نغمات بعض الجوالات ( نغمة نوكيا ) بل حتى تقليد بعض الأصوات الآدمية , باستخدام نغماته الصوتية طبعا .
ذكر البلبول يمتاز بالقدرة على تنويع النّغمات مقارنة بالأنثى و يعدّ ذلك من وسائل جذبها .
مضافا للتّغريدات فإنّه يعمل على اجتذاب أنثاه بفرد ريشه , والقيام بحركات بهلوانية , في الهواء أبرزها ما يشبه ( زعانف السمكة ) .
البلبول في الطبيعة يأنس بالماء , خاصة أثناء سّقي النخيل بالغمر حيث أن عملية السّقي هذه تعمل على تحريك الدّيدان و الحشرات الأرضية التي يتغذّى عليها لذا فهو يكون قريبا من الفلاح أثناء عملية السّقي و يقوم بحركات استعراضية حوله أثناء التقاط ما يأكله منها مما يطفو منها على صفحة الماء .
يفضّل البلبول حتى في الأسر أن يحتفظ بالبيض بعيدا عن متناول الآدميين , لذا هو يتحسّس من أن يقوم الآدمي بتقليب بيضه , لذا قد يترك العش أو يهمل البيض إذا تمّ تقليبه , لذا يحرص المربي على توفير مكان مغلق مظلم يقع عادة في أعلى البيئة التي يقوم بتوفيرها له في الأسر .
حماية الصّغار :عندما يقوم شخص بالاقتراب من صغار البلبول فإنّ الأنثى تقوم بتمثيل دور البلبول منكسر الجناح , فتهوي بنفسها بحذر بالقرب من الصيّاد لتلفت نظره , فينشغل عنها بينما يعمل الذكر في محاولة نقل الصّغار .
و قد يشترك في هذه المهمة بلابل أخرى من أعشاش قريبة , مما يجسّد السّلوك الفدائي من والدي الصغار و التضامن بين جماعة البلابيل .
يفضل الطّير العيش في درجات حرارة معتدلة , و هو يتحمّل درجات الحرارة المرتفعة , يفضل البيئة الرطبة التي تشبه بيئة النّخيل , و لكنه يتحسس في الأسر من درجات الحرارة المنخفضة كبرودة المكيّف .
البلابيل التي تربّى في المنزل منذ الصغر تستطيع تمييز مربيها , و الأشخاص التي اعتادتهم في المنزل و تتعلّق به , ترفرف بأجنحتها له و تقوم بطلعات استعراضية للتّرحيب به .
يمتاز البلبول بأنّه شديد الوفاء لشريكته كما أنّه شديد الغيرة على أنثاه .
أسعار البلبول :
الطّيور التي تُصاد كبيرةً خاصة بواسطة الشّباك , لا تُعدّ مرغوبةً كثيرا لذا لا تتعدّى قيمتها في أحسن الأحول بضع عشرات من الرّيالات, بينما يتمّ بيع بلبول التربية بما لا يقلّ عن ثلاث مئة ريال , قد تصل إلى الثمان مئة ريال , أمّا إذا أبدى البلبول مهارات في تقليد الأصوات و القيام ببعض الحركات فإن قيمته تصل إلى الألاف , كما أشرت أن الألوان النادرة و الناتجة عن الطفرات الجينية , تثمن مبالغا قيمة .
التّصدير :
نظرا للنواحي الجمالية التي يتمتّع بها البلبول الحساوي فإنّ اقتناءه مرغوب به من زوار واحة الأحساء الذين يرتادون أسواق الأحساء الشعبية و التي تعرض فيها هذا الطير الجميل .
و قد كان المهاجرون الأحسائيون في محيطهم الإقليمي ( العراق و دول الخليج ) منذ القدم يأنسون باقتناء البلبول الذي يذكرهم بالوطن الأمّ .
و تعدّ الكويت أهمّ تلك البلدان التي يوجد بها مقتنون يغالون في اقتناء البلبول الحساوي و يحقق أسعارا مرتفعة أدناها ما يقارب الثمان مئة ريال و يصل المميّز منه سلوكيا أو في نغماته إلى بضع آلاف من الريالات , كما وصلت قيمة بعض البلابيل البيض لعشرة آلاف ريال .
أكل البلابيل :
كان البعض يصيد البلابيل من أجل الأكل , لذا كان يختارون الصيد بالنبالات أو السكتون , فيموت البلبول في الحال عادة فيعمد الصيّاد لنتف ريشه و شكّه في سيخ رفيع ( سيم ) ثم شويه .
و قد ذكر لي الحاج محمد الطليحي أنه شاهد رجلا – و هذه حاله فردية ( كان يأكل البلابيل أحياء !! و كان يداعبها و يقول يا بلبول أنت شهيد !!.
أمراض تصيب البلبول :
كون البلبول ابن البيئة فإنه كان يحمل مقاومة طبيعية لكثير من الأمراض , خاصة حين يكون طليقا في الطّبيعة و لكنه حاليا قد يقع تحت تأثير التلوث البيئي , قد يكون مغرضا لمخاطر الإصابات و الكسور نتيجة الارتطام بالجدران و المباني , كما قد يتاثّر بالظروف المناخية القاسية كموجات الحرّ الشديدة , و موجات البرودة الشديدة .
أمّا في الأسر فإنّه قد يتعرض لحالات مرضية تتعلق بالخلل في نظامه الغذائي زيادة و نقصا , فقد يتعرض لمرض النقرص بسبب زيادة جرعات البروتين و تصل في بعض الحالات لعدم قدرته على القيام , كما يمكن أن يعاني من نقصان في بعض الفيتامينات كفيتامين أ و فيتامين د الأمر الذي يفضي لخلل في مناعته العامة و تأّثّر عملية الأيض لديه .
كما قد يكون عرضة لبعض أمراض الإنفلونزا و بعض الأمراض البكتيرية مثل الكنكر و الكتّارا و بعضها خطرة لإمكانية انتقالها للإنسان
كما قد يتعرض لبعض الآفات كالقمل التي تسمّى شعبيا ب( القُمّ )
أمّا بالنسبة للكسور فالبياطرة يمكنهم معالجة الكسور التي تصيب السّيقان و عظام ما لم تكن في المنطقة التي حول مفصل الفخذ حيث أنّه من الصعوبة بمكان معالجة هذه المنطقة لدقتها .
و تساعد التمر نظرا لاحتوائه على مضادات الأكسدة على التئام الجروح لديه .
في الأدب :
ربما كان البلبل أكثر الطّيور التي كانت موضوعا أو محلّ خطاب من الشعراء العرب فتناولوه وصفا كقول أبو هلال العسكري ( ت 420 هـ ) :
مررت بدُكن القُمص سُودالعمائم
تُغنّي على أعراف غيدٍنواعمِ
زهين بأصداغ تروق كأنّها
تحوم على أعضاد أسود فاحم
ترى ذهبا ألفته تحت مآخرٍ
لها ولجينا بطنُه بالمـــــقادم ِ
فيا حُسن خَلقٍ من نضار و فضّةٍ
و خزّ و ديباج أحمّ و قاتمِ
و تارة الشاعر يناجيه و يبثّه شكواه و آلامه من حبّ أو غربة أو و تارة متفائلا بسجعاته المطربة , أو متشائما متصوّرا لحونه أنّات و تأوّهات ألم و حزن .
و ربما يصدق الوصف على الشاعر العراقي أحمد الصافي النجفي ( ت 1977م ) - رحمه الله- أن يوصف بأنه شاعر البلابل لكثرة ما وصف و ناجى البلابل .
البلبول في الميثولوجيا و الأساطير الحساوية و الأمثال :
يعدّ البلبول رمزا للحذر و الحيطة , و هو بطل في كثير من الأساطير و القصص الرمزية في دور الشّخصية الحذرة المحتاطة , مستفيدة من سلوكه الحذر في التّوقّي من الصيّاد و الحذر منه .
و كما أسلفنا في صدر الموضوع هو كذلك يدلّ على الشخصية أبيّة الضيم , التي تأنف من الإنجاب في الأسر فتؤثر انقطاع النسل على انجاب ذرية من الأسرى .
و البلبول قد يرمّز بلفظته في الحكايا الشعبية للدلالة على العضو التّناسلي الذكري .
كما يذكر أنه قد يفتتن بجمال المرأة الجميلة و يتأثّر به . كما أنّ هناك طقوسا غريبة قد يمارسها الصيّاد لجلب الحظ في صيد وفير من البلابيل .
كما أنّ له حضورا جيّدا في الأمثال الشعبية .
( فلان كأنه بلبول ) للدلالة على الفصاحة أو حسن الصوت .
( ناقده البلبول ) للدلالة على بكارة الشيء و جماله أو حسنه لأن من سلوك البلبول انتقاء الأحلى من الرطب أو التين , البشرى .
و من النوادر :
اتصل الشاعر الأستاذ صادق السماعيل بصديقه الشاعر الكبير الأستاذ ناجي الحرز وقت القيلولة , فقال له مداعبا هذه الأبيات الدارجة :
لا تتّصل بي ساعة القيلوله
ترى البراغي كلّها محلوله .
والنّاس يا بن الناس في هالسّاعه
تصدق عليهم كلمة مقيوله.
اللّي مسرّح عجلته في السكّه
و اللّي مطيّر في السّما بلبوله .
مشاكل تهدد البلبول الحساوي : الصّيد الجائر :
قديما و على الرغم من الصّيد المحلّي للبلابيل إلا أنّ الحالة بشكل عام , كانت تمثّل حالة توازن بيئي , حيث يشكل البلبول الحساوي عنصرا مهما في السلسلة الغذائية للكائنات الحية في البيئة المحلّية .
إلا أنّه مع توافر وسائل الصيد الجائر و المتمثّلة في الشباك و التي بدأ استيرادها مطلع الثمانينات من الصين بحيث توضع بين الأشجار, فتتمكّن من صيد الكثير من البلابيل , بشكل عشوائي , تكمن الخطورة في هذه الطريقة بأنها تعمل على قتل الأمهات و الآباء للبلابيل , و بالتالي تموت الصّغار التي تربيها لأنها تكون في طور لا يسمح لها بالاعتماد على نفسها غذائيا , و بالتالي تنفق كل أفراد العشّ .
كما أنّ سلوك الكثير من العمالة المقيمة سيّما العمالة و التي تقوم بالاستيلاء على كامل العشّ و بيع الّصغار يمثّل كارثة حقيقية , حيث تدفع هذه الصغار للبيع و نادرا ما تقع في أيد خبيرة تحسن إكثارها .
و لو بقي الأمر بهذه الوتيرة , يمكن أن يكون هذا الطائر المغرّد و الجميل مهددا بالانقراض و الذي يرى بعض المراقبين بأنه غير مستبعد حيث أن بوادر التناقص فيما يعرض من كميات البلابيل التي تعرض للبيع آخذة بالتناقص ومن آثار ذلك أن السلسلة الغذائية في البيئة المحلية عنصرا مهما جدا في توازنها , مما سيؤثر سلبا على المكونات الأخرى إما بشكل بروز أمراض نباتية أو تكاثر مفرط لبعض الحيوانات التي كان يتغّذى عليها البلابل و غيرها من أمور سلبية .
التهجين غير المدروس :
في وقت تراخت فيه الرقابة حول ما يستورد من طيور أليفة تمكن بعض المستوردين من إدخال سلالات مستوردة , انطلقت كميات منها في الطبيعة و صارت تتكاثر بشكل غير منتظم مع البلابيل المحلّية و بالتالي صارت تخلخل في صفات بعض البلابل المحلية .
جهود أهلية :
مع مواجهة هذه المشكلات كان هناك جهود من بعض الأهالي لبث حالة من الوعي بخطورة ما يحدث على هذا الطائر المغرد , فقام الأستاذ عبدالمجيد بن حسن البقشي مخاطبة الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية , لاستصدار نظام يمنه الصيد الجائر , و التي تفاعلت معه في هذا الشأن إلا أن عدم وجود آلية واضحة لتطبيق هذا الحضر أفقده فعاليته , و نتمنى أن تكلل هذه الجهود بوقفات جادة , كي لا يكون تغريد البلابيل على سعفات هجر , ضربا من حكايات الجدّات لأبنائهن .
المقابلات :
الأستاذ طالب بن عبد المحسن البقشي .
الأستاذ حسين بن علي الخليفة ( متحف الخليفة ) .
الحاج محمد بن أحمد الطليحي .
الأخ فوزي بن محمد البقشي .
د / إبراهيم الشبيث ( بيطري ) .
د / سامي بن عبد الهادي البقشي .
الأخ عبد الرؤوف بن أحمد بو خمسين .
الحاجة فاطمة بنت أحمد البقشي .
الحاج محمد الزهر اليوسف .
الأستاذ ناجي الحرز.
عبد المجيد البقشي .
كتب :
الحيوان في الأدب العربي : هادي شكر .
ديوان الشاعر أحمد الصافي النجفي .
جريدة اليوم عدد عشرين اغسطس 2007م
الموسوعة الحرة وكبيديا .
تنويه :
كتب هذا الموضوع باقتراح العزيزين الاستاذ حسين الخليفة ( متحف الخليفة ) و الأستاذ عبد المجيد البقشي أتمنى أن يروقى لتذوقهما و للقرّاء الكرام .
للأبداء الملاحظات أرجو المراسلة على البريد
Ahmbag2006@hotmail.com http://www.almoterfy.com/site/index.php?act=showNews&module=news&id=3129#.VEpNRsmm3qA